التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
3- إثبات صفة الضحك
[ وقوله صلى الله عليه وسلم: رسم> يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة متن_ح>
رسم> متفق عليه] حديث>
.
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
هذا الحديث فيه إثبات صفة الضحك، يقول صلى الله عليه وسلم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وفي الحديث أيضًا أمر يثير العجب، اثنان أحدهما قتل الآخر ومع ذلك كلاهما دخل الجنة، أولهما كان مسلمًا، والآخر كان كافرا، فتقابلا في الجهاد، فقتل الكافر المسلم؟ استشهد المسلم فدخل الجنة؟ لأنه من الشهداء، ثم تاب الله على ذلك الكافر الذي قتل ذلك المسلم، ولما تاب الله عليه دخل الإسلام وقاتل في سبيل الله حتى استشهد فدخل الجنة، واجتمع مع الأول الذي قد قتله، فقال: أنا الذي قتلتك، أسلمت فقتلت في سبيل الله، فكلاهما يدخل الجنة.
فهذا مشهد عجيب، كيف كان أحدهما قاتلا والآخر مقتولا، ومع ذلك دخلا جميعا الجنة؟ هذا لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فهذا القاتل لما تاب من كفره واستباحته قتال المسلمين تاب الله عليه وقبل منه، ومَنَّ عليه فقاتل حتى قتل شهيدا في سبيل الله، وكان ذلك سببا في دخوله الجنة مع المقتول الأول.
ففي هذا الحديث إثبات الضحك. والضحك منه ما يسمى بالقهقهة، ومنه ما يسمى بالتبسم، وسببه شيء يعجب منه السامع، إذا سمع شيئا أعجبه أدى إلى أن يضحك، وكثرته في الإنسان قد تميت القلب، وقد تورث قسوته.
ولهذا ورد في بعض الأحاديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه أحمد (2 / 310) برقم (8076)، والترمذي في أول الزهد، وابن ماجه (4217) وغيرهم بسند حسن عن أبي هريرة [ قاله الشيخ ابن جبرين ] .](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فهذا ونحوه دليل على أن الضحك والاستغراق فيه من صفات الكفار، وأن المؤمن عليه ألا يكثر من الضحك، بل يكون قلبه خائفًا وَجِلاً، ويمنعه خوفه من الاستغراق في الضحك وذكر أن كثيرا من السلف ما كانوا يضحكون مخافة أن يكون ضحكهم حسابًا عليهم، وذكر أن ملكًا نزل فرآه النبي صلى الله عليه وسلم حزينا، فسأل جبريل، فقال له: ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا؟ فقال جبريل: ما ضحك منذ خلق الله النار
![أخرجه أحمد في المسند (3 / 224) وفي الزهد برقم (359). عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وضعفه الألباني، وهو في ضعيف الجامع الصغير رقم (5091).](/site/books.png)
فالحاصل أن الضحك خلقة في الإنسان وجِبِلَّة سببها رؤية شيء يعجبه.
ومن الناس من يضحك بلا سبب، أو يتكلف الضحك، يريد بذلك سرور نفسه، فإن كنت عند ذلك تريد أن تسر صاحبك وتربط على قلبه وتقربه إليك، فقد يكون هذا مباحا أو مفيدا، فأما أن تضحك دائما وتكثر من الضحك، أو تأتي بالأسباب التي تضحك فإن ذلك مما يميت القلب.
هذا من حيث العموم، أما من حيث الخصوص، فالحديث دال على إثبات الضحك لله عز وجل، والله تعالى قد ورد وصفه بذلك في هذا الحديث، وفي الحديث الذي بعده حيث يقول: فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب
![أورده بهذا اللفظ ابن كثير في تفسيره عند تفسير قوله تعالى: </رسم> أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ </رسم> <Taya> [البقرة: 214،] </Taya> وأورده بنحوه الإمام عبد الله بن أحمد في السنة برقم (1120) وضمن حديث طويل عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه. وقد سبق تخريج الجملة الأولى من الحديث وهي قوله: عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ . ولكن ذكره جميعهم بلفظ: ضحك ربنا.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه ابن ماجه برقم (181) في المقدمة، وأحمد وابنه في المسند (4 / 11، 12) وفي السنة رقم (452)، وابن أبي عاصم في السنة برقم (554)، وحسنه الألباني والآجري في الشريعة (279، 280 ) والدارقطني في الصفات (30). والديلمي (3890) والطيالسي (1092). عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه. سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (2810)، وله طريق أخرى أخرجها عبد الله بن أحمد في السنة رقم (1120) وفي زوائد المسند (4 / 13)، والطبراني في الكبير (19 / 211، 214).](/site/books.png)
فنقول: إن فيه إثبات الضحك على ما يليق بالله رأس> كسائر صفاته نؤمن بها ولا نَُكَيفها، ونُنَزهه تعالى عن سمات المخلوقين، وعن مشابهتهم بشيء من خصائصهم أو نقول: ضحكا يليق بجلاله، كما أن أسماءه وصفاته تليق بجلاله، هذه عقيدة المسلمين في مثل هذه الصفة وغيرها من الصفات.
مسألة>